مراحل تطوّر العمارة 

تعبّر مراحل تطوّر العمارة تاريخياً عن مراحل تطوّر البشرية بشكل ربما هو الأكثر وضوحاً. فالإنسان منذ بداية حياته على هذه الأرض لا ينفكّ يبحث عن المأوى الذي يناسبه ويتوافق مع متطلباته من الحماية والأمن وتوفير الخصوصية الشخصية والعائلية. لذلك لا عجب أن يكون التاريخ المعماري طويلاً مثل تاريخ البشرية بشكل عام لأنّ “الأسلوب المعماري هو تعبير عن موقف وفكرة حول معنى الحياة”.

العناصر الأساسية في تطوّر العمارة

مع تطوّر حياة الإنسان على الأرض كانت كل حركة معمارية تتطور هي أيضاً من الأفكار وتقنيات البناء التي يبتكرها الإنسان بشكل جديد أحيانًا أو من تلك التي تندمج مع بعضها البعض، مما يوضح الاتجاهات الفنية التاريخية في جميع أنحاء العالم. ونظرًا إلى أن الهندسة المعمارية هي مجال الفنون المرئية فإنّ معرفة العناصر الأساسية التي لعبت دوراً في تطوّر العمارة يحتم علينا أن نفهم الحركات وترتيب الأنماط التي ظهرت بمرور الوقت لتتكيف مع مختلف المناخات والمناظر الطبيعية والاحتياجات الثقافية. ويمكن تلخيص عناصرها الأساسية بالنقاط الآتية:

  • الاحتياجات الاجتماعية والثقافية للمباني.
  • الاحتياجات الوظيفية والتقنية للمباني.
  • الأنماط المجتمعية.
  • الأنماط البيئية.
  • العادات والتقاليد الخاصة.
  • الحالة المادية العامة لكل مجتمع.
  • الثروات الطبيعية.

ويكمن جمال الهندسة المعمارية في أنّها تعكس هوية المكان الذي تمّ بناؤه على أساسها. وهي تشرح للناظر إليها دون أن تتكلم عن عادات وأفكار ساكنيه. وأيضاً عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي مرّ بها هذا المكان.

فالعمارات دليل ساطع على ثقافة وحياة الناس الذين عاشوا أو ما زالوا يعيشون فيها.

مراحل تطور العمارة

المرحلة الأولى: العمارة الكلاسيكية – القرن السابع إلى القرن الرابع قبل الميلاد 

تشير العمارة الكلاسيكية إلى اليونان القديمة وروما، بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد. تشتهر تلك العمارة بتناظرها وترتيبها ونسبتها ومنظورها المحاط بثلاثة أوامر كلاسيكية أيونية ودوريك وكورنثيان. وهي تتميز باستخدام المواد والتفاصيل الداخلية مثل الرخام والخرسانة وزخارف التصميم الكلاسيكي ومحيط الأبواب المزخرف والأقواس المكسورة. ويستمر هذا النمط المعماري في التأثير على تصميم المباني في العصر الحديث.

المرحلة الثانية: العمارة الرومانية – 1050 م إلى 1170 م

تشير العمارة الرومانية إلى أوروبا في العصور الوسطى، كذلك إلى العمارة المصرية القديمة والسومرية والإغريقية. وهي تتميز بأرصفة سميكة وثقيلة ونوافذ ضيقة وزجاج ملون وأقواس نصف دائرية وأبراج. وتعتبر العمارة الرومانية نمطاً مهماً من الهندسة المعمارية بسبب أحجامها الهائلة غير المسبوقة وإدخال الأسقف المقببة المصممة لتحل محل الأسطح الخشبية المعرضة للحريق. 

المرحلة الثالثة: العمارة القوطية – 1100 م حتى1450 م

تعبر العناصر الزخرفية للعمارة القوطية عن هندسة معمارية أكثر رشاقة عمّا قبلها، وتتميز بالدعامات الطائرة والأقواس المدببة والسقوف المقببة العالية. كما تشتهر بإضاءة المساحات الداخلية للمبنى بنوافذ زجاجية ملونة، ومفروشات ملونة، وطاولات ذات ركائز. 

المرحلة الرابعة: عصر النهضة المعماري – 1400 م إلى 1600 م

يتميز نمط عصر النهضة المعماري بكماله، حيث يركز على التناسق، والهندسة، والتناسب، والترتيب المنظم للأعمدة، والحدائق ذات المناظر الطبيعية الرسمية، واستخدام الفتحات المقوسة، والقباب نصف الكروية، والسقوف المقببة، والأرضيات الحجرية. وقد خلق هذا المزيج بنية جميلة متناسقة لا تزال تلهم المهندسين المعماريين الغربيين إلى اليوم.

المرحلة الخامسة: العمارة الباروكية – 1600 م إلى 1755 م 

تتميز العمارة الباروكية باتخاذها أشكالًا غير منتظمة وزخرفة مبالغ فيها ولوحات فخمة وتباينات جريئة. يتميز الطراز بعناصر مثل القباب والأبراج المركزية والأعمدة والرواق والتفاصيل الداخلية المزخرفة للغاية والتي تترك تأثيرًا دائمًا على المشاهد.

المرحلة السادسة: العمارة الكلاسيكية الجديدة – 1750 م إلى 1920 م

تعبر العمارة الكلاسيكية الجديدة عن وجه جديد أكثر حداثة للعمارة اليونانية والرومانية الكلاسيكية. وتتميز هذه العمارة بالمباني الكبيرة المتناسقة ذات الخطوط الأنيقة، والمظهر المرتب، والأقواس المثلثة، والأعمدة القائمة بذاتها، والشرفات ذات الدرابزين، والأفاريز الواضحة.

المرحلة السابعة: نمط الديكور الفني ART-DECO STYLE  1925م

بدأ الاهتمام بنمط الديكور الفني المعماري في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي للترويج للفنون الصناعية، والتي انتشرت بسرعة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة. ويعبر هذا النمط عن التقدم الاجتماعي والتكنولوجي جنبًا إلى جنب مع استخدام المواد الفاخرة والأنماط والعناصر المصنوعة يدويًا والأيقونات ذات التكنولوجيا والتصميم الحديثين والتفاصيل المزخرفة مثل الهرم والمتعرج والأشكال المكعبة والشيفرون والأشكال الهندسية الأخرى.

المرحلة الثامنة: الحداثة – 1917 إلى 1965م

تبعاً لمصطلح “الشكل يتبع الوظيفة” فإنّ العمارة الحديثة اتخذت أنماطًا مختلفة تؤكد على الوظيفة والشكل المعماري النقي والبنية النظيفة ونقص الزخرفة واستخدام مواد العصر الجديد من الصلب والزجاج والخرسانة. 

المرحلة التاسعة: ما بعد الحداثة – 1950 إلى 2007م

يتضمن نمط العمارة ما بعد الحداثة الزخرفة الفنية مع عدم التناسق وشيء من الفكاهة، والإبداع، والتعقيد، وعودة إلى العناصر الزخرفية.

المرحلة العاشرة: البارامترية – 1997 – حتى الآن 

التصميم المعماري البارامتري هو أحدث ابتكارات تكنولوجيا الهندسة المعمارية، وقد تم تطويره على معادلات حسابية لمعرفة جميع التصاميم الممكنة بمساعدة الأدوات الحديثة مثل CAD و BIM (نمذجة معلومات البناء) و Fusion 360s. هذه الأدوات الحسابية القوية يمكنها أن تبني أشكالًا مستحيلة وهياكل بارعة لم يسبق لها مثيل من قبل من خلال الانسيابية والمزج بين التعقيد والتنوع. 

الهندسة المعمارية هندسة معمارية التصميم المعماري