العمارة البيئية

العمارة البيئية

 العمارة البيئية

 تعتبر العمارة البيئية (المستدامة)، وتسمّى أيضاً (الهندسة المعمارية المستدامة)، مفهومًا مهمًا في عالم الهندسة الحديث. يكتسب قوة دفع في صناعة البناء والتشييد، حيث تركز على إنشاء مبانٍ صديقة للبيئة وفعالة من حيث التكلفة. هذا الأمر الذي يعظّم أهمية العمارة المستدامة من حيث أنّها ضرورية لخلق مستقبل أكثر استدامة للجميع. 

والاستدامة تعني عدم استنزاف الموارد الطبيعية لضمان دوامها واستمراريتها للأجيال القادمة. وعليه، فإنّ العمارة المستدامة تعني تصميم مبانٍ تستهلك مياه وطاقة وموارد طبيعية أقلّ. 

ويمكن استخدام العمارة المستدامة في كلٍّ من البيئات السكنية والتجارية، ممّا يجعلها عاملاً أساسيًا في تصميمات المباني الحديثة.

و”العمارة المستدامة” مصطلح لم يستخدم على نطاق واسع إلا في التسعينيات. ففي عام 1989 نشر المهندس المعماري ويليام ماكدونو كتابه “The Cradle to Cradle Book”، والذي ساعد على نشر الوعي بالاستدامة وتأثيرها على بيئتنا وكوكبنا. منذ ذلك الحين، كان هناك تركيز متزايد على الاستدامة في العديد من المجالات المختلفة مثل الهندسة المعمارية والبناء.

ويكمن جمال الهندسة المعمارية في أنّها تعكس هوية المكان الذي تمّ بناؤه على أساسها. وهي تشرح للناظر إليها دون أن تتكلم عن عادات وأفكار ساكنيه، وأيضاً عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي مرّ بها هذا المكان.

فالعمارات دليل ساطع على ثقافة وحياة الناس الذين عاشوا أو ما زالوا يعيشون فيها.

أسس العمارة المستدامة

تتزايد أهمية العمارة المستدامة في عالم اليوم بسبب فوائدها الكبيرة للإنسان والبيئة التي يعيش فيها، وتأتي هذه الفوائد بسبب الأسس البيئية والصحية التي تقوم عليها، بحيث تتوافق هذه الأسس مع مبادئ تصميم المباني الخضراء، فالعمارة المستدامة ليست صديقة للبيئة فحسب، بل أيضًا ممتعة من الناحية الجمالية وعملية لسنوات قادمة. 

الأسس التي تقوم عليها العمارة المستدامة:

  • التصميم المستدام وهو يتمحور حول إنشاء حلول مدروسة تكون فعالة من حيث التكلفة بمرور الوقت.
  • التعاون مع محترفين آخرين مثل المخططين الحضريين والمهندسين المدنيين وعلماء البيئة لإنشاء مناظر طبيعية مستدامة وعملية.
  • تصميم المباني والهياكل مع التركيز على كفاءة الطاقة والاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية، ومن ذلك ترتيب الحجرات أو تحجيم وتوجيه النوافذ في المبنى. 
  • الحدّ من استهلاك الطاقة من خلال تصميم الهياكل التي تستخدم مصادر الطاقة المتجدّدة مثل الألواح الشمسية لتوليد الطاقة، وتقنيات دمج الضوء الطبيعي، والأسطح الخضراء للعزل الطبيعي وأنظمة التهوية الطبيعية لتحسين جودة الهواء.
  • تقليل استهلاك المياه من خلال لأنظمة تجميع مياه الأمطار وتقلي النفايات والحد من تأثيرها السلبي على البيئة.
  • استخدام المواد المستدامة في عملية البناء، ممّا يجعل حياة المباني أطول مع صيانة أقلّ بمرور الوقت. 
  • التخطيط والتنفيذ الدقيق للمواد والتقنيات المستدامة في سبيل إنشاء هياكل أكثر فعالية من حيث التكلفة على المدى الطويل.
  • تقليل البصمة الكربونية وخلق مجتمعات أكثر مرونة.
  • مراعاة مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك المناخ وموقع البناء وتوجيه المبنى ومواد العزل وأنظمة التهوية.
  • الاهتمام براحة ورفاهية العنصر البشري من خلال إنشاء مساحات مريحة مثل المنتزهات والحدائق والمساحات الترفيهية الخارجية، مع مراعاة تأثيرها على البيئة.
أيضاً
  •  إنشاء مساحات معيشة أكثر صحة للناس من خلال استخدام المواد المستدامة ومصادر الطاقة المتجدّدة والتقنيات الخضراء الأخرى.
  • اختيار المواد بعناية بناءً على تأثيرها البيئي ، مع التركيز على استخدام المواد المعاد تدويرها أو من مصادر محلية، لأنّه من الممكن أن يؤثر اختيار المواد ليس فقط على المظهر الجمالي للمبنى، ولكن أيضًا على متانته وكفاءته في استخدام الطاقة.
  • المساهمة في التنمية الاقتصادية للمجتمعات من خلال خلق فرص العمل، وجذب الأعمال التجارية، وزيادة قيمة الممتلكات.
  • معالجة القضايا الاجتماعية مثل التشرد أو الفقر من خلال إنشاء مساكن ميسورة التكلفة أو مراكز مجتمعية تخدم المحتاجين.
  • جذب الزوار والسائحين إلى المدن أو البلدات.
  • إعادة معالجة مياه الصرف واستخدامها لري الحديقة.
  • استخدام مواد بناء ناتجة عن إعادة تدوير منتجات سابقة، أو إعادة تدوير هذه المواد بذاتها عند انتهاء صلاحيتها بالمبنى.
الهندسة المعمارية هندسة معمارية التصميم المعماري