التصميم الداخلي – مقاربة

التصميم الداخلي بين العراقة الإسلامية والحداثة

 

تطالعنا الحضارة الهندسية الإسلامية  بالعديد من الأشكال الهندسية التي اعتمدتها كمنطلق لها في التعبير عن فلسفتها وتشكيل عناصرها، وقد أنتجت الهندسة المعمارية مع التصميم الداخلي (ديكور) في الحضارة الإسلامية منظومة هندسية وسلسلة متوالية من التشكيلات والأنماط الهندسية المختلفة. تلك استلهمت من أشكال الطبيعة المتميّزة بتناسق الوحدات وتكامل المضمون، ومن الخصائص الكونية كالحركة والاتزان والتماثل والدوران والمركزية.

إنّ هدف المصمّم الداخلي الأساسي هو إيجاد التوافق بين جميع المكوّنات التي تشكّل نوعية الفراغ. فهو يعتبر نحّاتاً للفراغ الذي يجب أن يتمتّع بمعايير الحياة ليصبح فراغاً حياً يحقّق التوازن المستمر والانسجام مع الطاقات المنتشرة حوله. وهذا ينعكس على اتزان الانسان وجميع المخلوقات بحيث يستطيعون أداء وظائفهم في ظلّ مناخٍ إيجابي مريح.

الأشكال الهندسية والعلوم الحديثة

ومن العلوم الحديثة المتعلقة بالطاقة والتي تهتم بدراسة الأشكال وتأثيرها على الإنسان داخل الفراغات علم البايوجيومتري biogeometry أو (هندسة التشكيل الحيوي). وهذا العلم استمد فلسفته ومفاهيمه من الخصائص الكونية ولغة التشكيل الحيوي للكون. ويبحث هذا العلم عن الأشكال التي يصدر عنها موجات ذبذبية منظمة للطاقة لإنتاج تصميمات حيوية تراعي الجانب الإنساني.

ومن الأشكال التي استخدمها المصمّم الإسلامي ثمّ أثبتت الدراسات الهندسية الحديثة علاقاتها الإيجابية  بالطاقة هي:

  • الدائرة

 وهي رمز للكون وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة متمثلة في قرص الشمس والقمر، ومركز الدائرة هو الأكثر أهمية لأنّ الذبذبات المرسلة والمستقبلة تتجمّع في هذا المركز وتنتقل منه إلى الفراغ المحيط بها بحيث تصدر إشعاعات عالية القوة من المركز للوسط المحيط.

  • الأشكال النصف كروية

وهي تجمع خصائص كلّ من الكرة كشكل مجسّم مع خصائص الدائرة المتمثلة في قاعدته، وتتميز هذه الأشكال بتعدّد المراكز الصادرة للطاقة. وتعتبر قباب المساجد والمآذن من أهمّ تطبيقاتها.

  • المربّع
  • وهو يعبّر عن المطلق والانتظام في الوقت نفسه بسبب تساوي أبعاده، وقد استخدمه المصمّم الإسلامي في شكل شبكي لاستلهام أشكال هندسية، كما استخدمه كوحدة زخرفية متكرّرة في أعماله الفنية.
  • المكعّب

وهو الشكل الثلاثي الأبعاد للمربع، ويتمتّع بخواص الثبات والانتظام والرسوخ، وهو مستودع للطاقة بحيث يصدر إشعاعات عالية القوة من المركز نحو محيط الشكل ومنه إلى الفراغ المحيط. وتعتبر الكعبة المشرّفة، المكعّبة الشكل، رمزاً للكمال والتوازن في الحضارة الإسلامية.

  • الشكل الخماسي الأضلاع المنتظم

وهو يحمل الطاقة النوعية للرقم ٥، وه طاقة الحماية في علم البايوجيومتري. ويرتبط الشكل الخماسي الأضلاع المنتظم بكثير من المظاهر الطبيعية خاصة في عدد أوراق النباتات وخواصها من التوازن والتماثل، وقد تمّ استخدام هذا الشكل الهندسي في الحضارة الإسلامية تحت القباب لتجميع الطاقة الإيجابية والتخلص من الطاقة السلبية.

  • الشكل السداسي الأضلاع

وهو من أكثر الأشكال المنتشرة في الطبيعة، وهو بالتالي من أفضل الأشكال الهندسية التي تحقّق التوازن الحيوي عند الإنسان. وقد ثبت أنّ استخدام الشكل السداسي الأضلاع في التصميم المعماري والداخلي يعمل على تحسين الوظائف الفسيولوجية للجسم، كما أنّه يساعد في تقليل الضغط النفسي وزيادة النشاط والتوازن في الجهاز العصبي للإنسان.

  • الشكل الثماني الأضلاع

والذي تمّ استخدامه في الكثير من الأنماط التشكيلية في التصميم الداخلي الإسلامي حيث استخدمه المصمم الإسلامي لربط الشكل النصف كروي (القبة) فوق المكعّب.

التصميم الداخلي و تنظيم الأثاث
التصميم الداخلي وهندسة الديكور

تشتمل مهنة التصميم الداخلي على أوجه متعدّدة، حيث تعتمد على :

  • تنفيذ الحلول التقنية داخل المباني بما  يتناسب مع أهداف المشروع
  • تطبيق كافة المناهج والأبحاث والتحاليل التي تساعد في إيجاد بيئة داخليّة منظّمة تؤمّن للإنسان الطاقة الإيجابية والحيوية والاتّزان
  • تحقيق نمط معيشي منزلي مريح يأخذ بعين الاعتبار سلوكيّات الإنسان وتفاعله داخل المكان

أمّا هندسة الديكور فتهتم:

  • توزيع الأثاث في المكان وتجميله بالاستعانة بعناصر إبداعية مبتكرة وجديدة
  • المكان الأنسب لقطع الأثاث، مع الأخذ بعين الاعتبار حجم تلك القطع والنسبة الرياضية لنمط البناء
  • تعتني بالناحية الجمالية للمبنى، والقدرات الإنشائية لمواد البناء وعمرها، وتحديد الشكل

للمزيد